الاثنين، 31 أكتوبر 2011

عندما لا تكفى الكلمات

لم ادون منذ فتره ليست بالقصيره و ذلك لتسارع الاحباطات فكلما اجتهدت لأجد ما اعبر به عن الحدث اجد حدث جديد
______
بدأ الامر بقانون الانتخايات ثم عندما اصابنى الاحباط من احزاب لا تنفع و سياسيين ( لا بيهشوا و لا بينشوا ) بل اصابنى الاحباط من شعب اصابه الجهل هذا صحيح فنحن شعب جاهل فقد نجح نظام مبارك فى جعلنا نجمع ما بين ( الجهل و الخوف ) مما ادى لحكمه لنا 30 عام و لولا اننا شعب عظيم لما كنا ثورنا اصلا وكنا اختفينا وسط امم كثيره اختفت بسبب الدكتاتوريين

اصابنتى الفاجعه والحزن فقد تحول الاحباط لحزن فى يوم 9 اكتوبر عندما دهست مدرعة فهد فخر صناعة الجيش المصرى كما يعتقدون المتظاهريين امام ماسبيرو الذين كانون اغلبيه مسيحيه و معهم الكثير من المسلميين المصيبه كانت من رد فعل الشعب المصرى الذى اصابنى بالحزن فهذا يقول ( ما المسيحيين معاهم مسدسات ) و وواحد تانى يقول فى حد مندس انا لا اعرف الذى حدث و لكنى اميل للقصه الاتيه
ان الشحن الزائد لمجندين الجيش ضد المظاهرات عامة هو من جعلهم يتصرفون هكذا
ايا كان فهناك ما يسمى بالمسؤليه السياسيه التى تقع بالدرجه الاولى على المجلس العسكرى وعلى قائد الشرطه العسكريه و على رئيس الوزراء عصام شرف كل هؤلاء لابد ان يحاكموا  لقد قتل 27 مصرى بجيش وطنهم
المصيبه كانت فى رد فعل الناس و المجلس العسكرى انهم يتكلموا ميين البدأ المشكله ليست فى هذا المشكله هى انه مهما كان الذى حدث فيجيب ان يعاقب المسوؤل
1-قائد الشرطه العسكريه
2-استقالة شرف
3-محاكمتهم ولنرى حينها هل اخطأؤوا ام لا
________________________________________
كم انا حزين على ما يحدث فى سوريا فاللاسف شعرت اننا العرب اضعف من اننا نساعد حتى انفسنا ما يحدث فى سوريا شىء لا يستحق التدخل العربى انه يستحق التدخل الانسانى انها حاله انسانيه فهناك سفاح يستبيح دم بشر
فى المقابل انا حزين لرد فعل اهل حلب و وسط دمشق كما انى حزين من رد فعل الذين يواللون النظام فهناك من يعادى النظام من كل الطوائف و هناك ايضا شبيحه من كل الطوائف و كل الفئات للاسف و اتمنى ان يسقط نظام هذا السفاح و اتمنى ان يدعوا الجميع لسوريا العظيمه انا واثق من نجاح الثوره السوريه و لكنى لا اعرف متى و كيف  ربما الوضع اشبه بمن يقف على شط البحر فى اسكندريه و ينظر الى الناجيه الاخرى و هو يدرك ان اوروبا على الجانب الاخر لكنه لا يراها
___________________________________________________

ربما الخبر الوحيد المفروح نسبيا لى هو خبر ان الجنود الامريكيين سيتركوا العراق اخر العام هذا يعنى استقلال العراق ان شاء الله
هذا البلد العظيم اتمنى ان يعود قوى فقد دمره صدام و انا اقول صدام لا احد غيره يكفى انه ادخله فى 3 حروب فى 20 عام فقط و فقد فيها ليس اقل من 4 مليون روح وخرب الاقتصاد وانتهى الامر بالاحتلال الامريكى ( الايرانى ) ونشر الكراهيه بين الطوائف اتمنى ان ينتهى ذلك
_____________________________________________________
اقول مبروك  الشعب الليبى العظيم على مقتل القذافى ارى ان ماحدث للقذافى من حيث المبدأ شىء خاطىء لكنى لا استطيع ان الومهم على ما فعلوه اطلاقا فالقذافى كان قاتلا اغتصب النساء و الامهات و الزوجات وارتكب جرائم جماعيه وقصف وتدمير و قد كنت اقول لأصدقائى عندما سيمسك الثوار بالقذافى لن يستطيعوا او يحتملوا ان يتركوه حيا
مع انى افضل المحاكمه و ذلك لوضع قواعد العدل و القانون
اتمنى ان تنجح ليبيا فى بناء الدوله الحديثه الديموقراطيه وانتقد بشده ما فعله مصطفى عبد الجليل الذى اصبح يضع القوانين قال ان الشريحه ستحكم ليبيا ليس عندى مانع فى ذلك لكن المانع هو ماذا يمثل مصطفى عبد الجليل حتى يقول هذا المفروض ان يقول هذا اللجنه المنتخبه التى ستتضع دستور واتمنى ان يتذكر مصطفى عبد الجليل انه صاحب الفتره الانتقاليه و الا يترشح فى اى منصب سياسى لأن الامانه تقتضى ذلك
______________________________________________________________

ابارك للشعب التونسى العظيم العظيم بجد على التجربه الديموقراطيه و النموذج العظيم الذى يقدموه للعرب ليعرف العرب لماذا قامت الثوره فى تونس اولا تابعوا انتخابات تونس
السياسيين فى تونس على قدره عاليه و نخبه ممتازه وواعيه تستحق الفخر من اول حركة النهضه الى حزب المؤتمر و التكتل من اجل الحريات
الشعب التونسى المثقف القارىء الشعب العظيم من سيدى بوزيد للقصرين للتطاويين و صفاقص و سوسه
كم انتم رائعيين
كم انت رائعه يا تونس
وعظيمه
______________________________________________________________
اخيرا اتمنى ان يستفيق الشعب المصرى
فقد قتل عصام مواطن مصرى بأبشع اساليب التعذيب و هذا تحدى صارخ للشعب المصرى و لحقوق الانسان وللثوره المصريه
وقد اعتقل الناشط المثقف المحترم الرائع علاء سيف
يجب ان يدرك السياسيين و الاخوان الغير مؤهليين والفشله سياسيا انه لا يمكن اقامة انتخابات رئاسيه ولا نيابيه ولا حتى انتخابات رئيس جامعه فى ظل حكم العسكر
اتمنى ان نفعل مثل تونس و ننتخب مجلس تأسيسى لتأسيس مرحلة انتقاليه ويعين رئيس مؤقت و رئيس حكومه مؤقت و يضع دستور جديد و يظبت العمال الى ليهم مطالب و الطليه فى الجامعات و ان يؤسس لنظام جديد
_____________________________________________________________
اخيرا
ثورة 25 يناير .....لها رب يحميها يا عسكر 

الخميس، 13 أكتوبر 2011

الدوله جماد لا دين له :D

طبعا المقال ده هو بتاع علاء الاسوانى المقال ده بيوضح حاجات كتير اوى و مقال ممتاز انا مختلف على اجزاء قليله منه لكن مقال يستحق القراءه و التنوير
هو يتكلم على الدوله الاسلاميه ويواجه المد الوهابى الذى تحاول السعوديه نشره فى العالم لأهداف سياسيه بعيده تماما عن الدين و لأستخدام الدين للسيطره على ارادة الناس ....لكن بالرغم من كل دا انا رأيي ان الشريعه الاسلاميه هى افضل وسيله و افضل نظام حكم  لكنه فى نفس الوقت المجتمع الذى لا يطبقه ليس كافر :)....بالاضافه الى الاتى :
1-الدوله العادله الكافره عن الله افضل من المؤمنه الظالمه
2-الدوله كيان جماد لا دين له كما ان من يحدد الدين ليس الدستور و انما السكان فتركيا دوله علمانيه دستوريا الا انها مسلمه فى الحقيقه :)
3-الشعراوى يقول أتمني أن يصل الدين إلي أهل السياسة.. ولا يصل أهل الدين إلي السياسة

لكن للاسف نحن نحتاج الى ان يصل الدين الى اهل الدين قبل تلك الدرجه
4- الشريعه الاسلاميه موضوعه بطريقه تجعل من تطبيقها حلا لكل مشاكل الدنيا لكن المشكله ليست فيها المشكله فى اليشر الذين سيستخدمونها او يتكلموا بأسمها :)



اترككم مع المقال : 


_____________________________________________________________________________________________________-_____
الفاشيه الدينيه :)

ما رأيك فى سعد زغلول ومصطفى النحاس وجمال عبدالناصر؟..أليس هؤلاء زعماءنا العظام الذين ناضلوا طويلا من أجل استقلال مصر وحريتها؟.. لماذا طالبوا جميعا بدولة مدنية ولم يفكروا فى دولة دينية؟.. هل كانوا كفارا أو معادين للإسلام؟!.. بالعكس كانوا مسلمين ملتزمين، حتى إن مصطفى النحاس كان يُضرب به المثل فى التدين. سؤال آخر: هل كان المصريون قبل عقد الثمانينيات أقل إسلاما منهم اليوم؟!.. بالعكس كانوا مسلمين يحافظ معظمهم على الفروض ويتقون الله بقدر استطاعتهم فى كل تصرفاتهم.. المصريون إذن كانوا مسلمين قبل أن تصل الدعوة الوهابية إلى مصر.. ما الفرق بين إسلام المصريين المعتدل وإسلام مشايخ الوهابية؟!.. الفرق أن المصريين جميعا كانوا يرون جوهر الإسلام فى القيم الإنسانية العظيمة التى يدعو إليها: العدل والحرية والمساواة.. لكنهم لم يفكروا قط فى استعمال الإسلام كبرنامج سياسى من أجل الوصول للحكم. يُحكى أن الزعيم أحمد حسين ذهب ليعرض برنامج حزبه «مصر الفتاة» على مصطفى النحاس وما إن قرأ النحاس كلمة الله فى البرنامج حتى غضب، وقال: «لفظ الجلالة أكبر وأعظم من أن يكتب فى برنامج سياسى.. إذا تحدثت عن الله فى برنامج سياسى ستكون دجالاً».
كانت رؤية زعيم الوفد واضحة فى عدم خلط الدين بالسياسة.. المصريون جميعا (باستثناء الإخوان المسلمين) كانوا يتعاملون مع الإسلام باعتباره دينا عظيما وليس برنامجا سياسيا.. منذ نهاية السبعينيات انتشر الإسلام السياسى فى مصر بدعم من أموال النفط الخليجى الذى تضاعف سعره بعد حرب 1973. الإسلام السياسى يستهدف الوصول إلى السلطة بواسطة ثلاث أفكار رئيسية:
أولا: أن هناك مؤامرة غربية استعمارية ضد الإسلام تحتم علينا إعلان الجهاد ضد الغربيين الصليبيين.
وأنا أختلف مع هذه الفكرة، فالأنظمة الغربية استعمارية لكن الشعوب الغربية ليست بالضرورة كذلك، وقد رأينا كيف نظم ملايين الغربيين المظاهرات ضد الحرب على العراق ورأينا كيف ساندوا الثورات العربية. معظم الغربيين كأفراد ليسوا أعداء للإسلام، كما أن النظام الغربى الرسمى لا يعادى الإسلام ذاته لكنه يعادى كل ما يعطل مصالحه. فاذا اتفقت حكومات إسلامية مع مصالح الغرب الاستعمارية فسوف يدعمها بكل قوته مثلما فعل مع الحكومة السعودية والجنرال ضياء الحق فى باكستان وحركة طالبان قبل أن ينقلب الغرب عليها.. الاستعمار الغربى سيعاديك فقط إذا جعلك الإسلام تثور وتطالب بحقوقك التى نهبها، أما إذا كنت متعاونا مع الاستعمار وتحقق مصالحه فسوف يحبك ويدعمك بالرغم من لحيتك وجلبابك وتشددك الدينى.
الفكرة الثانية: أن شرع الله معطل وعلينا أن نقيمه، وإلا فإننا نكون كفارا.. أختلف مع هذه الفكرة لأنه أينما يتحقق العدل والحق فقد تحقق شرع الله ويجب ألا نخلط هنا بين الشريعة والفقه. الشريعة إلهية ثابتة والفقه بشرى متغير. واجب الفقهاء أن يجتهدوا ليجعلوا الدين ملائما للعصر ليساعد الناس فى حياتهم ولا يزيدها صعوبة وتعقيدا.. مثال على ذلك: إذا كانت عقوبة السرقة قطع اليد وإذا وجد الحاكم أن تنفيذ هذه العقوبة سيتسبب فى مشكلات كبرى (كما حدث فى السودان وأدى إلى تقسيمه) أليس من حق الحاكم أن يعتبر قطع اليد الحد الأقصى للعقوبة ويستعمل الحبس كعقوبة أقل؟!.. ألم يبطل سيدنا عمر بن الخطاب عقوبة قطع اليد فى عام المجاعة؟!.. إذا كان هناك قانون لا يخالف الشرع ويحقق العدل ألا يكون مطابقا للشريعة؟!.. أليس كل ما يحقق الخير والعدل للناس يحقق شرع الله؟
الفكرة الثالثة أن الإسلام قد فرض علينا نظاما محددا للحكم ويجب علينا أن نتبعه.. هنا أيضا نختلف، فالإسلام قد حدد مبادئ للحكم ولم يحدد نظاما للحكم.. لنقرأ معاً الخطبة التى ألقاها أبوبكر، رضى الله عنه، عندما تولى الخلافة:
«أما بعد أيها الناس فإنى قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقومونى، الصدق أمانة، والكذب خيانة، الضعيف فيكم قوى عندى حتى أرجع اليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد فى سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة فى قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعونى ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم».
هذه الخطبة تحتوى على مبادئ الحكم الإسلامى، فالحاكم ليس أفضل من الرعية وهو لا يحكم بالحق الإلهى، وإنما بإرادة الشعب الذى يكون من حقه محاسبة الحاكم وخلعه إذا أراد. هذه مبادئ الحكم فى الإسلام وهى ذاتها مبادئ الديمقراطية: الحرية والمساواة وتداول السلطة وسيادة الشعب.. هذه المبادئ العظيمة لم تتحقق فى التاريخ الإسلامى إلا لفترة قصيرة جدا.. فترة الخلفاء الراشدين الأربعة (منذ عام 11 وحتى عام 40 هجريا) ثم عامين (من 99 وحتى 101 هجريا) حكم خلالهما الخليفة الأموى عمر بن عبدالعزيز.. بعد ذلك تحولت الخلافة الإسلامية إلى ملك عضوض.. اختفت المبادئ العظيمة التى أقرها أبوبكر، رضى الله عنه، وبدأ صراع شرس دموى على السلطة.
هذه حقيقة تاريخية لكنها لا تقلل أبدا من إنجاز الدولة الإسلامية، أولا لأن الحكم الاستبدادى كان السمة الغالبة على كل الدول فى تلك الحقبة، وثانيا لأن الدولة الإسلامية بالرغم من استبدادها المطلق قد صنعت إنجازا حضاريا عظيما وكانت رائدة فى العلوم والفنون جميعا، بينما كانت أوروبا تتخبط فى ظلام الجهل.. لكن اعتزازنا بإنجاز المسلمين القدماء يجب ألا يدفعنا إلى إعادة إنتاج النظام الاستبدادى الذى كان يحكمهم.
 هنا يخلط أصحاب الإسلام السياسى بين التاريخ والدين، ويعتبرون الخلافة الإسلامية (وهى اختراع بشرى لم يأمر به الدين) فرضا دينيا.. وقد تكرر هذا الخلط الخطير فى كل البلاد التى استولى فيها الإسلام السياسى على السلطة، حيث نشأ حكم استبدادى راح يعصف بالحريات والحقوق جميعا باسم الدين. إن الديمقراطية هى التطبيق الصحيح لمبادئ الإسلام، لكننا لو حاولنا أن نعيد إنتاج الشكل السياسى للدولة الأموية أو العباسية فسوف نقع فى الاستبداد حتما مهما حسنت نوايانا.
سؤال: حتى لو كنا مختلفين فكريا مع جماعات الإسلام السياسى أليس من حقهم، أن يسعوا إلى الحكم عن طريق الديمقراطية؟!.. الإجابة طبعا من حقهم لكننا هنا يجب أن نميز بين جماعات الإسلام السياسى الديمقراطية وجماعات الفاشية الدينية.. مصطلح الفاشية مشتق من كلمة إيطالية تعنى مجموعة من الصولجانات كان الإمبراطور الرومانى يحملها للتدليل على سلطته. الفاشية الآن تستعمل لوصف أى مذهب سياسى أو دينى يعتقد أتباعه أنهم وحدهم يملكون الحقيقة المطلقة ويسعون لفرض معتقداتهم على الآخرين بالقوة.. للأسف هذا المفهوم للفاشية ينطبق على كثيرين من أنصار الإسلام السياسى، فهم يؤمنون بأنهم وحدهم الذين يمثلون الإسلام ويعتبرون كل من لا يوافقهم رأيهم معاديا للإسلام، وهم على استعداد كامل لأن يفرضوا أفكارهم بالقوة على الآخرين. بل إن تاريخ بعضهم حافل بجرائم الاعتداء على الكنائس والأضرحة وإحراق محال الفيديو ونهب محال الأقباط بل وجرائم قتل راح ضحيتها الرئيس أنور السادات وسياح أجانب ومواطنون مصريون أبرياء.. يكفى أن ترى كيف يتعامل هؤلاء الفاشيون مع الأقباط ومع الوطنيين الليبراليين،
 كيف يكرهونهم ويحتقرونهم ويكيلون لهم الشتائم والاتهامات.. كيف يتحدث هؤلاء الفاشيون عما سيفعلونه بمصر إذا وصلوا إلى الحكم: لن تكون هناك موسيقى ولا مسرح ولا سينما ولا أحزاب للمختلفين معهم.. لن تكون هناك سياحة وستتم تغطية الآثار المصرية العظيمة بالشمع.. لن يكون هناك أدب عظيم لأن أحد رموز الفاشية الدينية قال إن نجيب محفوظ (أحد أهم الروائيين فى العالم) مسؤول عن انحلال المصريين الأخلاقى بسبب رواياته الإباحية!!.. الفاشية الدينية تهدد مصر بالإظلام التام وهى تستغل مشاعر المصريين الدينية للوصول إلى الحكم. إذا كنت مرشحا عاديا فسوف تجتهد لإقناع ناخبيك ببرنامجك الانتخابى، أما الفاشية الدينية فهى لا تقدم برنامجا، وإنما تقول للناس إذا كنتم مسلمين فنحن الإسلام وإذا لم تنتخبونا فأنتم علمانيون كافرون...
المشكلة هنا أن الفاشية الدينية ليست صناعة مصرية خالصة وإنما تتدفق عليها أموال النفط الوفيرة.. هناك مقال مهم للسيد كورتين وينزر، وهو دبلوماسى أمريكى كان مبعوثا فى الشرق الأوسط، نشره فى مجلة ميدل إيست مونيتور (عدد يونيو 2007).. ذكر السيد وينزر أنه فى عام 2003 أثناء جلسة استماع فى مجلس الشيوخ تبين أنه «خلال عشرين عاما فقط أنفقت السعودية مبلغ 87 مليار دولار من أجل نشر الوهابية فى العالم».. علينا أن نضيف إلى هذا الرقم ملايين الدولارات المتدفقة من جماعات وهابية غير حكومية تنتشر فى الخليج.. إن الجماعات السلفية الوهابية تنفق الآن ببذخ خيالى من أجل الوصول إلى الحكم، حتى إنها توزع مئات الأطنان من الأغذية بأسعار رمزية، بل إن أحد الأحزاب الوهابية افتتح أكثر من 30 مقرا فى مدينة الإسكندرية وحدها خلال بضعة أشهر.. أليس من حقنا كمصريين أن نعرف من يمول هذه الأحزاب؟.. الغريب أن المجلس العسكرى الذى يتابع بدقة تمويل منظمات المجتمع المدنى لم يفكر مرة واحدة فى فحص تمويل الأحزاب السلفية.. هل يتمتع السلفيون بمنزلة خاصة لدى المجلس العسكرى تجعله يتحرج من فحص مصادر تمويلهم ؟!..
 إن الثورة العظيمة التى صنعها المصريون بدمائهم تواجه خطرين.. أولا: مؤامرات فلول النظام السابق من أجل إحداث الفوضى وعرقلة التغيير بأى ثمن حتى تتحول الثورة إلى مجرد انقلاب يكتفى بتغيير رأس السلطة مع الإبقاء على النظام القديم.. الخطر الثانى هو أن يصل الفاشيون إلى الحكم عن طريق الانتخابات.. فإذا كان رأى مشايخ السلفيين المعلن أن الديمقراطية حرام وكفر، وإذا كانوا وقفوا ضد الثورة وحرموا الخروج على الحاكم، فلنا أن نتوقع أنهم يستعملون النظام الديمقراطى باعتباره مجرد سلم إلى السلطة، يصعدون عليه ثم يركلونه حتى لا يستعمله أحد بعدهم. إن مبادئ الإسلام العظيمة لن تتحقق إلا بدولة مدنية حقيقية تتسع لكل المواطنين بغض النظر عن أفكارهم وأديانهم.
الديمقراطية هى الحل